مدونة روز للصحة والجمال

القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تؤثر السكريات على الرشاقة؟


 

كيف تؤثر السكريات على الرشاقة؟ (مقال شامل)

مقدمة

الرشاقة حلم يراود الكثيرين، وهي ترتبط عادة بتوازن الجسم، واللياقة البدنية، وانخفاض نسبة الدهون، خصوصًا في منطقة البطن والأرداف. ومن أبرز العوامل التي تؤثر على تحقيق هذا الهدف هي السكريات، إذ تلعب دورًا كبيرًا في التحكم بالوزن، تكوين الدهون، والشعور بالجوع أو الشبع. هذا المقال سيتناول تأثير السكريات على الرشاقة من مختلف الزوايا، الصحية، الفسيولوجية، والعملية.


أولًا: ما هي السكريات؟

السكريات هي نوع من الكربوهيدرات البسيطة التي توفر طاقة سريعة للجسم. توجد السكريات بطبيعتها في الفواكه (سكر الفركتوز)، والحليب (اللاكتوز)، كما تُضاف إلى الأطعمة المصنعة كمُحليات (مثل السكر الأبيض أو شراب الذرة عالي الفركتوز).

تنقسم السكريات إلى نوعين رئيسيين:

  1. سكريات طبيعية: توجد في الأطعمة الكاملة مثل الفواكه، والخضروات، والحليب.

  2. سكريات مضافة: يتم إضافتها إلى الأغذية المصنعة والمشروبات، مثل الحلويات، المشروبات الغازية، والعصائر الجاهزة.


ثانيًا: السكريات وزيادة الوزن

السكريات، خصوصًا المضافة منها، تسهم بشكل مباشر في زيادة الوزن للأسباب التالية:

1. السعرات الحرارية الزائدة

كل غرام من السكر يحتوي على 4 سعرات حرارية. وعند استهلاك كمية كبيرة من السكريات، وخصوصًا من المشروبات السكرية، يحصل الجسم على كمية كبيرة من السعرات دون الشعور بالشبع، مما يؤدي إلى تراكم الفائض كدهون.

2. تحفيز إفراز الإنسولين

عند تناول السكريات، يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم بسرعة، مما يحفز البنكرياس لإفراز الإنسولين. وظيفة الإنسولين هي إدخال الجلوكوز إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة، لكن عند وجود فائض، يتم تحويله إلى دهون، خصوصًا في منطقة البطن.

3. زيادة الشهية وتكرار الجوع

السكريات السريعة تسبب تقلبات حادة في سكر الدم. بعد ارتفاع سريع في السكر، يحدث انخفاض حاد، ما يولد إحساسًا بالجوع والرغبة في تناول المزيد من السكريات. هذه الدورة تؤدي إلى الإفراط في الأكل.


ثالثًا: تأثير السكريات على دهون البطن

من أهم أضرار السكريات هو تراكم دهون البطن الحشوية (الدهون الداخلية حول الأعضاء). وقد أظهرت دراسات أن السكريات المضافة، وخاصة تلك التي تحتوي على الفركتوز، ترتبط بزيادة مقاومة الإنسولين وتخزين الدهون في الكبد والبطن، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل:

  • السكري من النوع الثاني

  • أمراض القلب

  • ارتفاع ضغط الدم

  • متلازمة التمثيل الغذائي


رابعًا: السكريات والكتلة العضلية

الرشاقة لا تعني فقط نقص الدهون، بل تعني أيضًا الحفاظ على الكتلة العضلية. الإفراط في تناول السكريات قد يؤدي إلى:

  • زيادة الدهون بدلاً من العضلات، حتى عند ممارسة التمارين الرياضية.

  • إضعاف حساسية مستقبلات الإنسولين، مما يقلل من فعالية استخدام البروتين في بناء العضلات.

  • ارتفاع الالتهابات المزمنة في الجسم، مما قد يؤثر على تعافي العضلات بعد التمرين.


خامسًا: المشروبات السكرية وأسوأ التأثيرات

المشروبات السكرية (مثل الصودا، والعصائر المحلاة، ومشروبات الطاقة) من أسوأ مصادر السكريات، لأنها:

  • تُهضم بسرعة ولا تعطي إحساسًا بالشبع.

  • تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف.

  • ترتبط بزيادة الوزن حتى عند ثبات استهلاك السعرات من مصادر أخرى.

  • تؤثر سلبيًا على عمليات التمثيل الغذائي.


سادسًا: تأثير السكريات على الأداء الرياضي

تناول كميات معتدلة من السكريات قبل التمارين يمكن أن يمنح طاقة فورية، ولكن:

  • الاعتماد الزائد على السكر كمصدر للطاقة يقلل من كفاءة الجسم في حرق الدهون.

  • بعد انتهاء مفعول السكر، قد يشعر الشخص بالخمول أو التعب.

  • ارتفاع السكر قبل التمرين قد يؤدي لانخفاض سريع أثناء التمرين، مما يؤثر سلبًا على الأداء.


سابعًا: الإدمان على السكر

السكر يمكن أن يكون إدمانيًا. تشير أبحاث إلى أن تناول السكر يحفز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالشعور بالمتعة، ما يجعل الشخص يرغب بتكرار التجربة. هذا السلوك الإدماني:

  • يزيد من صعوبة التحكم في الرغبة بتناول الأطعمة السكرية.

  • يُضعف الإرادة عند محاولة اتباع نظام غذائي صحي.

  • يجعل فقدان الوزن أو الحفاظ عليه أمرًا أكثر تعقيدًا.


ثامنًا: السكريات والهرمونات

السكريات تؤثر على عدة هرمونات تتحكم بالوزن والشهية:

  1. اللبتين: هرمون الشبع. استهلاك الكثير من السكر قد يؤدي إلى مقاومة اللبتين، مما يجعل الجسم لا يشعر بالشبع.

  2. الجريلين: هرمون الجوع، ويزداد عند انخفاض السكر بعد تناول الأطعمة الغنية به.

  3. الكورتيزول: هرمون التوتر، وقد يرتفع بسبب تقلبات سكر الدم الناتجة عن الإفراط في تناول السكريات، ما يعزز تخزين الدهون.


تاسعًا: كيفية تقليل السكريات من أجل الرشاقة

لتحقيق الرشاقة، لا يجب فقط ممارسة الرياضة، بل من المهم تقليل استهلاك السكريات عبر الخطوات التالية:

  • الابتعاد عن المشروبات السكرية: استبدالها بالماء أو الشاي غير المحلى.

  • قراءة الملصقات الغذائية: لكشف السكريات المخفية في الأطعمة.

  • تقليل الحلويات والمعجنات: أو استبدالها ببدائل طبيعية مثل الفواكه.

  • تناول الأطعمة الكاملة: كالخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون.

  • عدم تجويع النفس: لأن الجوع الشديد يزيد الرغبة في تناول السكريات.

  • تناول وجبات متوازنة: تحتوي على بروتين، ألياف، ودهون صحية لإطالة فترة الشبع.


عاشرًا: هل يجب تجنب السكر تمامًا؟

ليس من الضروري الامتناع الكامل عن السكر، لكن يجب ضبط الكمية. توصي منظمة الصحة العالمية بألا تتجاوز كمية السكريات المضافة 10% من إجمالي السعرات اليومية، ويفضل أن تقل عن 5%.

أي أن الشخص البالغ الذي يستهلك 2000 سعرة حرارية في اليوم، لا يجب أن يتناول أكثر من 25–50 غرامًا من السكر المضاف يوميًا (حوالي 6–12 ملعقة صغيرة).


• فيديو🎥 للفائدة

خاتمة

السكريات تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على الرشاقة سواء من حيث تراكم الدهون، أو زيادة الشهية، أو التأثير على التمثيل الغذائي والهرمونات. التحكم في استهلاك السكريات، وخاصة المضافة، يعد من أهم العوامل لتحقيق والحفاظ على جسم رشيق وصحي. لن تتحقق الرشاقة من خلال الرياضة فقط، بل من خلال نظام غذائي متوازن يعيد التوازن لمستويات السكر والإنسولين في الدم، ويُحفز الجسم لحرق الدهون بدلاً من تخزينها.

تعليقات

التنقل السريع